قصة ابنتي عائشة نعمة مخفية غيرات حياتنا



ذاك النهار كنا أنا ومراتي فرحانين بزاف، كانت مرتي قريبة تولد بنتنا الثانية. ولدي الأول، عبد الله، كان عندو عامين، وهاد المرة عرفنا أنها بنت بعد ما درنا كشف عند الطبيبة تع زوجتي، قلت معا راسي: "واش كاين أحسن من هاد الشي؟ عائلة مثالية، ولد وبنت". كنت مخطط لكلشي، قلت غادي نبني أسرة مثالية، اللي كتكون حلم كل راجل.


مشينا للمستشفى، ومراتي كانت كتألم من المخاض. الولادة دازت سهلة، ومن أول نظرة شفت بنتي، حسيت بشي حاجة غريبة. عينيها كانوا صغار شوية وكيشبهوا اللوز، وكانت صغيرة على اللي تخيلت. ولكن على هاد الشي كامل، قلت فقلبي: "هدي أميرتي الصغيرة".


من بعد ما مرت شوية ديال الساعات، جاة طبيب الأطفال باش يفحصها. بدى كيقول أسئلة غريبة بحال: "شحال فعمر الزوجة ديالك؟". قلت ليه: "25 عام". بقى كيشوف فيها بواحد الطريقة اللي ما عجبتنيش، وقال: "بنتك عندها خلل فالكروموسومات، وعندها متلازمة داون".


ذاك اللحظة حسيت ان الأرض تخطفات من تحتي بحال الى طلقتني من السماء او لقيت الارض مكيناش. أحلامي كلها تبدلات، الخطط اللي كنت دايرها فبالي كاملة طارت. كنت مخطط نربي أسرة مثالية، ولييد او بنية تكون بحال أي ولد او بنت طبيعيين. بديت نفكر: "كيف غادي تكون حياتنا دابا م بعد ما كتاشفت مرض البنت؟ كيفاش غادي نواجه الناس؟ واش غادي نقدر نضحك ونبتسم كيف ما كنت من قبل؟"


ولكن سبحان الله، الوقت او الصبرعلموني اوجاوبوني على كل الأسئلة لي كانت كدور في دهني. بنتي عائشة ولات أكبر نعمة فحياتي. دازت ثلاث سنوات على ولادتها، او دبا ولاة  طفلة حيوية، كضحك اوتلعب. صحيح انها كتحتاج لعناية خاصة، ولكن هاد الشي علمنا بزاف د الحوايج.


عبد الله بدا كيمشي فالسنة الأولى ديالو، ولكن عائشة خذات وقت طويل شوية على عبد الله بش تقدر تمشى. أول خطوة ديالها كانت فـ 18 شهر، وهدي كانت فرحة كبرى فحياتنا تني. كل كلمة كتنطق بها، كل تصرف صغير كيديرو حنا كنحسو به بحال شي معجزة. عائشة علماتني نحمد الله على كل لحظة، على كل نعمة كنت كنعتبرها من قبل حاجة عادية.


دابا، كل صباح كنشوفها كتلعب وتضحك، وكنقول: "الحمد لله لي رزقني بهاد الطفلة". صحيح، عندها تحديات في الحيات، ولكن عندها قلب كبير، كتضحك لأي سبب، وكتحب الحياة.


عائشة علماتني الصبر والتوكل على الله. ملي كنت كنتسنى بنتي تولد "عادية"، الله عطاني بنت استثنائية. ملي كنبقى نفكر فمستقبلها، واش غادي تكون مستقلة اولا لا؟ واش غادي تلقى الناس لي غادي يساعدوها اويقبلوها؟ كنرجع ديما لهاد الآية: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه".


الحياة مع عائشة علماتني أن النجاح ماشي فـ الدرجة العلمية ولا فـ المال او العمال، النجاح هو تكون كتملك قلب عامر بالإيمان والرضا بالمكتوب. دابا الحلم ديالي أنني نربي ولادي باش يكونوا ناس صالحين اوطيتين، يساهموا فالمجتمع، وينفعوا الغير  ولو بابتسامة أو كلمة طيبة.


الحمد لله على عائشة، لي خلاتني نعيش الحياة بمعناها الحقيقي. هي فعلا تكملة رائعة الهد العائلة المثالية، وخلاتني نتقرب من لله أكثر. دابا عرفت أن الدنيا راه مجرد اختبار، وأن الكمال الحقيقي راه في الأخرة بعد الفوز بالجنة ان شاء الله.

رزقني الله واياكم الفردوس الاعلى من الجنة:

اكتب رئيك في الموضوع

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم