قصة ما سر الطفل ابن العائلة الغنية المختطف الجزء الثاني

قصة  ما سر الطفل ابن العائلة الغنية المختطف الجزء الثاني


بينما كان قاسم يحاول أن يستوعب ما قاله أشرف ورمزي، شعر بشيء غريب يسيطر على الجو داخل المنزل. ذهبت العصابة الى القبو مسرعة فتح قاسم الباب وكانت أعين الثلاثة مركزة على الطفل الجالس في القبو، الذي ظل بلا حراك وبنفس التعبير الغامض على وجهه. رغم محاولاتهم المستميتة لإيجاد تفسير منطقي لما يجري، لم يتمكنوا من التغلب على الشعور بالخوف الذي بدأ يتسلل إلى قلوبهم.

اقترب قاسم ببطء من الطفل، بينما أشرف ورمزي تبعاه بحذر. نزل قاسم إلى مستواه وسأله: "من أنت؟" لكنه لم يتلق أي إجابة. لم تكن حتى همسة أو حركة بسيطة تدل على أن الطفل قد سمع السؤال. كان فقط ينظر إلى قاسم بعينين ثابتتين، وكأنه يعلم شيئًا لا يفهمه الآخرون. شعور بالخطر الغامض بدأ يسيطر على الجميع.

استدار قاسم إلى رجليه وصرخ: "هناك شيء ليس على ما يرام. هذا ليس طبيعيًا!"، لكنه رغم ذلك لم يكن مستعدًا بعد للتخلي عن خطته. كان مقتنعًا بأنهم بحاجة إلى إنهاء الموضوع بسرعة، ولكن شيئًا ما في داخله كان يحذره من هذا الطفل، كأنه يشكل خطرًا خفيًا عليهم جميعًا.

قال رمزي بنبرة متوترة: "ماذا لو أننا فعلًا اختطفنا شيئًا آخر؟ ليس بشرًا، بل كائنًا لا نفهمه." ضحك قاسم بسخرية رغم توتره، وقال: "هل أصبحت تؤمن بالخرافات الآن؟! إنه مجرد طفل، حتى وإن كانت تصرفاته غريبة." لكن داخله كان يحمل شيئًا من الشك.

في هذه الأثناء، وبينما كانوا يتجادلون، ارتفعت فجأة أصوات الأطفال من جديد، تلك الأصوات التي سمعها أشرف في الليلة السابقة. كانت تأتي من كل مكان في المنزل، وكأنهم محاصرون. أصوات ضحكات وضجيج خطوات صغيرة تتردد بين الجدران، بينما بدأ الأثاث يهتز بشكل خفيف. تراجع الجميع للخلف بخوف، وهم لا يعرفون ما إذا كان ما يرونه حقيقة أم مجرد هلوسة.

رمزي، الذي بدأ يفقد صبره، صرخ: "لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا! يجب أن نخرج من هنا فورًا!"، لكن قاسم، رغم توتره الشديد، أصر على البقاء. كان يرفض أن يترك أي شيء يعكر خططه، حتى لو كانت الظواهر الخارقة.

بدا وكأن الوقت توقف، وازدادت الأصوات حولهم كثافة. وفجأة، تلاشت جميع الأصوات، وعاد الهدوء المخيف إلى المكان. نظر الثلاثة حولهم بحذر، لكنهم لم يروا شيئًا غير طبيعي. إلا أن شيئًا ما في داخلهم كان يقول لهم أن الأمر لم ينته بعد.

في تلك اللحظة، نهض الطفل ببطء من مكانه في القبو. وقف بثبات تام، ثم بدأ في السير نحو الباب ببطء، كأنه يعرف تمامًا إلى أين هو ذاهب. تجمد الجميع في مكانهم، غير قادرين على التحرك، وشعروا وكأنهم محاصرون في مشهد مرعب.

نطق أشرف بصوت خافت: "ماذا يحدث هنا؟". لكن لم يكن هناك إجابة، سوى الطفل الذي استمر في المشي بخطوات هادئة نحو الخارج.

تجمد أفراد العصابة في مكانهم وهم يراقبون الطفل الذي كان منذ لحظات بريئاً اصبح مرعبا. لم يتمكن أحدهم من الهروب، ولم يكن هناك مفر. الظلام أحاط بهم من كل جانب، وأصوات صدى خطوات الطفل كانت تتردد في أرجاء المنزل، كأنها تدق على نعوشهم.


قال قاسم بصوت مرتعش وهو يحاول جاهدًا استجماع شجاعته: "من أنت؟ ماذا تريد منا؟ نحن فقط... كنا نريد المال، لا نريد مشاكل. دعنا نذهب!"


ابتسم الطفل ابتسامة مليئة بالسخرية، ثم قال بصوت خشن: "أنتم لعبتم بالنار، ظننتم أن العالم مكان تملكونه باجرامكم وسلطتكم. ولكن الآن، أنتم أمام الحقيقة المرعبة. لقد تجاوزتم الحدود، والآن وقت الحساب."


شعر رمزي وأشرف بأن الأمل قد تبخر، ولم يبق لهم سوى انتظار مصيرهم. كانوا محاصرين، ليس فقط داخل المنزل، بل داخل كابوس لن يستفيقوا منه.


أشرف، الذي كان أكثرهم خوفًا، سقط على ركبتيه وبدأ يبكي بحرقة: "أرجوك، ارحمنا! لم نكن نعرف!، سنفعل كل ما تطلب، فقط دعنا نذهب!"


لكن الطفل لم يظهر أي علامات للرحمة. كان قد حكم عليهم في صمته، وكان واضحًا أن ما ينتظرهم ليس الهرب بل السقوط في هاوية لم يتخيلوها من قبل.


قال الطفل بصوت منخفض لكنه مليء بالتهديد: "الرحمة ليست خيارًا هنا. كل طفل اختطفتموه كان يبحث عن الرحمة، ولكنكم سلبتموها منه. الآن، سأسلبكم كل شيء."


ثم أشار الرجل بيده نحو رمزي، فبدأ جسده يرتفع في الهواء ببطء. كانت عيناه متسعتين من الرعب، وبدأ يصرخ بلا توقف وهو يشعر بشيء يسحب روحه ببطء، وكأنه يفقد ذاته لحظة بعد لحظة. حاول قاسم التدخل، لكن لم يكن لديه القدرة على فعل أي شيء. كان يشاهد زميله يتعذب أمامه دون أن يستطيع إيقاف هذا الجحيم.

يتبع ......

اكتب رئيك في الموضوع

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم