القصة الحقيقية لطفلة يتيمة زُوجت تحت سلطة القانون الأمريكي








في عام من أعوام الكساد الكبير، حيث كانت أمريكا تترنح بين الفقر والبطالة، التُقطت صورة ستبقى محفورة في الذاكرة الجماعية.

رجل يُدعى هومر بيل، يقف أمام عدسات الصحافة، يقبّل فتاة صغيرة على شفتيها. الفتاة هي "زوجته"، جنيف، طفلة يتيمة لم تتجاوز عقدها الأول.


هومر كذب على السلطات، أخبرهم أن جنيف تبلغ الثانية عشرة، بينما الحقيقة أنها أصغر من ذلك بكثير. كان الزواج بالأطفال قد مُنع مؤخرًا في ولاية تينيسي، لكن الفقر والحيلة استطاعا تجاوز القانون.


عندما وقفت جنيف أمام القاضي، لم تكن تفهم ما يجري، لم تكن تطلب طلاقًا ولا حرية، بل كانت تريد فقط قبعة جديدة، وعدها بها هومر إن هي صبرت.






القاضي، متأثرًا بحجة هومر، قرر ألا يُبطل الزواج. لم يرَ في الأمر خطرًا على الطفلة، بل رأى في الرجل "منقذًا" من مصير مأساوي في دار الأيتام.


الصورة التقطت بعد لحظات من النطق بالحكم، حين قبّل الرجل زوجته الطفلة أمام المحكمة، كأن الأمر احتفال عادي. لكن الصورة كانت مزعجة، مؤلمة، لا لشيء سوى لأنها كشفت كيف يمكن للقانون أن يخون الطفولة.


الزواج استمر لعقود. أنجبا سبعة أبناء، وعاشا معًا حتى الطلاق في منتصف السبعينات.

جنيف عاشت حياة طويلة، وتوفيت في العقد التاسع من عمرها، محاطة بأحفاد لم يسألوا كثيرًا عن بداية تلك القصة.

اكتب رئيك في الموضوع

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم