في أحد أيام الصيف الحار، اجتمع في قصر كبير بمدينة نابضة بالحياة مجموعة من كبار المجتمع، وكان الحديث يدور حول شؤون العالم والفن والأدب.
كان من بين الحضور مدام دوستايل، امرأة فرنسية معروفة بذكائها وفطنتها الكبيرة، ولكنها لم تكن تملك من الجمال ما يلفت الأنظار.
ومع ذلك، كان لها تأثير عميق على كل من حولها، وكان جميعهم يستفيدون من حكمتها وآرائها العميقة.
في ذلك اليوم، دخلت غرفة الاستقبال سيدة رائعة الجمال، وضياء وجهها يتلألأ كأشعة الشمس. لفتت انتباه الجميع، حتى أولئك الذين كانوا يستمعون بانتباه إلى مدام دوستايل، فاندفعوا جميعاً نحو السيدة الجميلة، تاركين مدام دوستايل وحدها في الزاوية.
لاحظت مدام دوستايل الغياب المفاجئ للضيوف الذين كانوا يحيطون بها، ولكنها لم تكن غاضبة. بل ابتسمت ابتسامة ساخرة، وفجأة خاطبت الأمير الذي ظلّ بجانبها قائلتا: «قل لي بربك أيها الأمير، ولا تقل الا اصراحة,
لو كنا نحن الثلاثة، أنا وأنت وهذه الحسناء في زورق، وهبَّت عاصفة هوجاء فقلبت الزورق، فأينا تنقذ؟ أتنقذ الحسناء أم تنقذني؟»
تأمل الأمير للحظة، ثم انحنى برفق وقال: «سيدتي، إنكِ تُحسنين السباحة!»
كان رد الأمير يحمل في طياته حكمة عميقة.
فقد كان يشير إلى أن القيم الحقيقية لا تأتي من المظاهر بل من القدرة على مواجهة التحديات والتعامل معها.
بينما الجمال قد يكون جذابًا ولفت الانتباه، فإن القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة، مثل السباحة في عاصفة، هي ما يميز الشخص القوي والذكي.
القصة تذكير لنا جميعاً بأن المظاهر ليست سوى قشرة.
القيم الحقيقية والقدرات الفعلية هي ما تعطي الشخص قيمته الحقيقية.
ففي مجتمعاتنا العربية، حيث يولي البعض اهتمامًا كبيرًا للمظاهر والشكليات، يجب أن نتذكر أن الجوهر هو الأهم، وأننا بحاجة إلى تقدير الذكاء والقدرة والجدارة فوق كل شيء آخر.