نهار رجعت من الخدمة كنت عيان بزاف، وكان الجو برا برد بزاف وكاين الشتا. جلست قدام المدفئة باش نسخن شوية، ومنين غلبني النعاس، نعست. ولكن فجأة، فقت على صوت جرس اباب.
مشيت لجهت الباب، لقيت قدامي طفلة صغيرة كتتراعد من البرد، اوليحى عليها وحد الشال مقطع. بدات كتترجاني باش نمشي معاها دابا حيث الأم ديالها مريضة بزاف وكتحتاج الطبيب ضروري. رغم التعب ديالي، شفقاناً عليها مشيت معاها للدار ديالها.
فهاد الدار، لقيت وحد السيدة مريضة، اوكتاشفت بلي كانت خدامة عندي قبل. منين فحصتها، عرفت أن عندها نزلة صدرية حادة. عطيتها الدوا اللي محتاجة ليه، ومن بعد ما تحسنات شوية، قلبت على الطفلة باش نطمئنها لكن ما لقيتهاش.
رجعت عند الأم وبديت كنعاود ليها على شجاعة بنتها اللي خرجات فهد الليل وفهاد الجو ديال البرد والشتا باش تجيب ليها الطبيب.
لكن السيدة شافتني بواحد النظرة غريبة وقالت ليا:
"بنتي ماتت منذ شهر! وشالها وصباطها راهوم فالكوافوزة."
مشيت فتحت الكوافوزة، ولقيت فعلاً الشال اللي كانت لابسه البنت، وكان ناشف بزاف، ما يمكنش يكون هد الشال لبسوا شي حد فديك الشتا او ينشف بي هد السرعة .
الدكتور ميتشيل بقى مدة طويلة كيقلب على الطفلة اللي جات تستنجدو، ولكن عمره ما لقا ليها أثر من بعد.
هاد القصة بقات غامضة ومثيرة. الدكتور ميتشيل، اللي كان واحد من أعقل وأحسن الأطباء فزمانو، ما قدرش يلقى تفسير واضح للي وقع. واش الطفلة كانت الروح ديالها هي لي حسات ان الام محتاجة الطبيب، أو مجرد ظاهرة غريبة، الله أعلم.
الحقيقة الوحيدة اللي بقات هي أن الأم تداوات، والدكتور قدر ينقذ حياتها بفضل التدخل ديال هاد "الطفلة" اللي ظهرت فظروف ما يمكنش تتفسر. القصة كتخلينا نتساءلو على العالم اللي كيدور حوالينا، واش كاينين أشياء كتفوق الفهم ديال البشر؟ واش الأرواح فعلاً كتقدر تعود تظهر باش تكمل مهمتها اوتساعد اشخاص؟ الجواب كيبقى مفتوح، وكل واحد غادي يفسر على حساب المعتقد ديالو.
هاد القصة هي مثال على الغموض اللي كيجمع بين العلم والظواهر اللي ما كاتلقى ليها حتى تفسير منطقي.
x